««« سحرالصمت »»»
الصمت...
تروقني تلك الكلمة..
أحس بها في كياني ووجداني..
أعيشها وأعايشها..
أو لنكن أكثر واقعية.. أعتاد عليها وأقاسيها.....


تلازمني وألازمها..
تدعوني فأجيبها...
أو في الحقيقة..
هي تأمرني فأطيعها..


يروقني بريقها..
فهل للصمت بريق؟
ربما... ولم لا؟
في شدة الظلمة نرى للون الداكن بريقاً..
أو بمعنى آخر:
في زمن القسوة... نرى في اعتدال الظلم إنصافاً..
وفي الصمت لحناً عذباً..


ربما يكون صمتي نعيماً..
فهل تنعم المتكلمون بنطقهم؟
وهل سر الثرثارون أزيزهم؟
أم هل أبان الناطقون أهميتهم؟


الصمت نعمة.
أو هو نقمة..
أو نعيم.. أو عذاب..
أو ألم.. أو أمل..


الصمت كلمة..
أهو مجرد كلمة؟
ربما... ألسنا نلفظها كمجموعة من الأحرف؟
ألسنا ننطقها كمرادف لعدم الكلام؟
أقول ربما...


ولكن...
نحن نعيش الصمت..
نحن نؤثر ونتأثر به..
نتقدمه أو على الارجح يتقدمنا..
نحاكيه أو لعلنا نطيعه..
فهل فسرت الكلمة ذلك المعنى؟


الصمت..
الصمت..
الصمت...
تكررت تلك الكلمة..
ولكن: ما هو الصمت؟
هل لتلك الكلمة معنى؟
هل لنطقها مغزى؟
هل نلفظ الصمت؟ أم نتنفسه؟
ام نعيشه؟ أم نحياه؟
ولعل بعضنا يحيا به....


هل هو كلمة أم معنى؟ أم صفة أو وصف؟
أم لعله أسطورة قديمة؟
لعله من ليالي ألف ليلة وليلة...
ولكن لماذا نسبناه لليل؟
هل للظلمة مكان هنا؟
ألا يوجد للصمت مكان في النهار؟
ولم لا يكون أسطورة حديثة؟؟
نعم هو حديث ومستحدث..
فهل كان الأقدمون يصمتون؟
ربما.. وربما لا!!


يا لها من دائرة مفرغة..
تدور بنا..
أم أننا نحن ندور بها؟
نحن أم هي؟؟
ليس ذلك بمهم....
المهم هو الدوران...
وما دخل الدوران بالصمت؟
قد نظنهما رديفين للحيرة والاضطراب...
ربما...
ولكن!!
هل المتكلمون أكثر إدراكاً لما حولهم؟
أم هم أكثر حيرة؟
هل الصمت دليل اضطراب؟
أم هو دليل هدوء؟
أم دليل ثقة؟
ربما... وربما لا...



آااه منك يا صمت...
ما أكثر الربما في قاموسك..
أو لربما يعجز القاموس عن وصفك...
عدنا اليك يا ربما!!


لنبتعد عن الربما...
علينا أن نروضها وأن نكون أكثر تحديداً..
الصمت هو الصمت..
بصمته نتغزل بسحره...
وبصمته نكتوي بجمره..
وبه نعود إليه..
نعم إنه الصمت..
ندور به أو يدور بنا..
نعشقه أم نمقته..
ولكننا دوماً نرقبه..
لعلنا نختلف في صفته..
أو نتفق على تسميته..
ولكننا غير قادرين على تجنبه..
فهو سحر لا صمت...
أو كما اسميته سحر الصمت.........