انتهت منافسات الدور الأول لكأس العالم، بأبواق "فوفوزيلا" المزعجة
للبعض والمحببة للبعض الأخر، بمفاجأتها ونتائجها غير المنطقية، برحيل
البطل والوصيف، بنتائج منتخبات أوربا المتواضعة، وتفوق منتخبات أمريكا
الجنوبية المذهل، بخيبة منتخبات القارة السمراء في أول مونديال يقام علي
أرضها، والتحسن الكبير في مردود منتخبات القارة الصفراء، بتألق نجمي
الريال و البارسا هجوين وفيا وظهور لاعب مغمور كان له الفضل في منح بلاده
تذكرة تأهل ذهبية في المشاركة الأولي لها.
بمستوي فني لم يواكب الطموحات و حضور جماهيري أكد حرص أبناء مانديلا
علي إنجاح الحدث الكبير رغم خروج البلد المنظم من الدور الأول لأول مرة في
تاريخ كأس العالم.
بكل هذه الأحداث انتهي الدور الأول من النسخة رقم 19 لكبري البطولات،
هذا الدور الذي كان منتخب مصر - بطل إفريقيا الدائم - هو الحاضر الغائب
فيه علي ألسنة الخبراء و الإعلاميين وحتى لافتات الجماهير الجنوب إفريقية.
48 لقاء في 8 مجموعات كان أخرها 4 مواجهات في ختام المجموعتين السابعة
و الثامنة و التي أسفرت عن تأهل البرازيل و البرتغال عن المجموعة السابعة
و أسبانيا و تشيلي عن المجموعة الثامنة.
في المجموعة السابعة انتهي لقاء ملعب موزيس مابيدا بمدينة ديربان بين
البرازيل و البرتغال بالتعادل السلبي وهي النتيجة التي صعد المنتخبين بها
كأول ووصيف لثمن النهائي بـ7 و 5 نقاط علي الترتيب.
فيما لم يشفع الفوز الذي حققه منتخب كوت ديفوار علي كوريا الشمالية
بثلاثية يايا توريه و روماريك و كالو في الدقائق ( 14و 20 و 82) علي ملعب
مبو مبيلا بمدينة نيلسبروت، لم يشفع "للأفيال" في بلوغ الدور الثاني لأول
مرة في تاريخهم حيث اكتفي زملاء ديديه دروجبا – أفضل لاعب في اللقاء –
بالمركز الثالث والنقاط الـ4 فيما غادر زملاء "النجم الباكي" جونج تاي سي
المنافسات بصفر من النقاط..
في المجموعة الثامنة تفوق "الماتادور" الأسباني
علي تشيلي بهدفي نجمي برشلونة ديفيد فيا و إنيستا في الدقيقتين ( 24, 37)
مقابل هدف وحيد لنجم تشيلي البديل رودريجو ميلار لاعب وسط فريق كولو كولو
( ق47).
الفوز منح رفاق الحارس إيكر كاسياس صدارة المجموعة بست نقاط وبفارق
الأهداف عن تشيلي التي لعبت منقوصة من لاعب الوسط ماركو إسترادا منذ
الدقيقة 37 بعد أن أشهر له الحكم المكسيكي ماركو رودريجيز الورقة الصفراء
الثانية بعد أن عرقل النجم فرناندو توريس في لعبة الهدف الثاني.
منتخبا سويسرا وهوندوراس غادرا المنافسات بعد أن رفع التعادل السلبي
الذي انتهي به لقاءهما علي ملعب فري ستايت بمدينة بلومفونتين رفع غلة فريق
المدرب أوتمار هتسفيلد لأربع نقاط فيما أحرز رفاق الحارس نويل فالاداريس –
رجل المباراة- نقطتهم الأولي والوحيدة في البطولة .
أهم ظواهر وأرقام ومفارقات الدور الأول نستعرضها فيما يلي:
1- شهدت المباريات الـ 48 تسجيل 101 هدف و بلغت نسبة التسجيل 2,1 هدف
في المباراة الواحدة, كانت مباريات الدور الأول في النسخة السابقة قد شهدت
تسجيل 117 هدف.
2- المواجهات التي انتهت بفوز أحد طرفيها بلغت 34 فيما انتهت 14
مواجهة بالتعادل، يُذكر أن حالات التعادل في النسخة السابقة كانت 11 فقط
مقابل 37 مباراة فاز أحد طرفيها.
3- علي صعيد الفاعلية الهجومية تساوت المجموعتين الثانية والسابعة في
الصدارة برصيد 17 هدف لكل مجموعة (لاحظ الأرجنتين و البرازيل علي رأس
المجموعتين) فيما كانت المجموعة الثامنة هي الأقل تهديفاً و لم يسجل فيها
إلا 8 أهداف.
4- إذا كان نجوم "الليجا الإسبانية" هم الأفضل علي صعيد هز الشباك بين
نجوم أكثر من 20 دوري تمكنوا من تسجيل 99 هدف في الدور الأول لهذه
النسخة(هناك هدفان بالنيران الصديقة) فإن التنافس علي صدارة الأندية التي
تمكن نجومها من هز الشباك لحد الآن لم تكن بين الغريمين ريال مدريد
وبرشلونة، بل كانت بين الفريق "الكتالوني" والقطب الثاني للعاصمة أتلتيكو
مدريد.
ولم يتمكن نجوم البارسا من تسجيل (6) أهداف منها ثلاثية للنجم المنتقل
حديثاً من فالنسيا دافيد فيا و أخر لزميله في النادي و المنتخب إنيستا
بالإضافة لهدفين لنجمي كوت ديفوار والمكسيك يايا توريه و رفائيل ماركيز.
أما نجوم الفريق الذي حقق الدوري الأوربي لهذا العام فقد سجلوا 5 أهداف
منها هدفين لنجم منتخب أورجواي فورلان ومثلهما للنجم البرتغالي تياجو
مينديز و هدف وحيد لمواطنه سيماو سابروسا.
5- منتخبان فقط هما الأرجنتين
(المجموعة الثانية) وهولندا (المجموعة الخامسة) حققا العلامة الكاملة في
الدور الأول لهذه النسخة، كانت منتخبات ألمانيا والبرتغال والبرازيل
وأسبانيا قد حصدت ثلاث انتصارات في الدور الأول للنسخة الألمانية.
6- منتخبان أيضاً هما الكاميرون (المجموعة الخامسة) و كوريا الشمالية
(المجموعة السابعة) خرجا وسجلهما خالي تماماً من النقاط. منتخبات فرنسا
(المجموعة الأولي) ونيجيريا (المجموعة الثانية) و هوندوراس(المجموعة
الثامنة) كانت أحسن حظاً من الثنائي الأفروأسيوي و خرجت و في جعبتها نقطة
واحدة.
7- 100 % هي نسبة نجاح منتخبات أمريكا الجنوبية حيث تأهل الخماسي أورجواي والأرجنتين وبارجواي والبرازيل
وتشيلي لثمن النهائي فيما كان الثلاثي البرازيل و الأرجنتين و الإكوادور
قد بلغوا نفس الدور في نسخة 2006 فيما ودع منتخب بارجواي البطولة من الدور
الأول بعد أن حل ثالثاً في المجموعة الثانية.
8- 46% هي نسبة نجاح منتخبات القارة الأوربية في تجاوز الدور الأول
لهذه النسخة حيث صعدت 6 منتخبات و خرجت 7، كانت النسخة الألمانية قد شهدت
تواجد 10 منتخبات أوربية في ثمن النهائي من مجموع 14 منتخب شاركوا في
البطولة.
9- ارتفاع النسبة من صفر إلي 50 % تؤكد التقدم الرائع و الملحوظ الذي
طرأ علي منتخبات القارة الآسيوية حيث نجح الثنائي كوريا الجنوبية و
اليابان في بلوغ الدور الثاني وخرج منتخبي أستراليا و كوريا الشمالية من
الدور الأول.
الجدير بالذكر أن الثنائي السعودية وإيران كانا قد ودعا منافسات النسخة
السابقة من الدور الأول صحبة منتخبي كوريا الجنوبية و اليابان.
10- منطقة أمريكا الشمالية والوسطي و البحر الكاريبي قدمت في هذه النسخة أداء ونتائج أفضل مما قدمته في النسخة السابقة.
فقد تمكن الغريمين المكسيك
والولايات المتحدة من بلوغ ثمن نهائي فيما خرج منتخب الهوندوراس بعد أن
تزيل المجموعة الثامنة. كانت المكسيك هي المنتخب الوحيد الذي بلغ الدور
الثاني في النسخة السابقة فيما خرج الثلاثي الولايات المتحدة وكوستاريكا و
ترينداد وتوباجو من الدور الأول.
11- منتخبات القارة السمراء تراجع مستواها في هذه البطولة رغم إقامتها
علي أرضها لأول مرة حيث خرج الخماسي جنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر
والكاميرون وكوديفوار من الباب الصغير بينما نجح منتخب غانا في حجز
البطاقة الإفريقية الوحيدة في ثمن النهائي.
منتخب "النجوم السوداء" كان الوحيد أيضاً الذي تجاوز الدور الأول في
2006 فيما ودعت منتخبات كوت ديفوار وأنجولا وتوجو وتونس من الدور الأول.
12- ثلاث مواجهات أوربية أوروبية سيشهدها ثمن نهائي هذه النسخة بين
ألمانيا و إنجلترا، هولندا سلوفاكيا، أسبانيا والبرتغال. كان ثمن نهائي
2006 قد شهد 4 مواجهات مباشرة بين منتخبات القارة العجوز لا ننسي ان هناك
مواجهة لاتينية خالصة بين البرازيل و تشيلي في ثمن النهائي ستُعيد للأذهان
مباراتا المنتخبين في التصفيات التي تفوق خلالهما "راقصي السامبا" (3-0)
خارج ملعبهم و (4-2) داخلها.
13- لقاء ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرج بين الأرجنتين والمكسيك الذي يقام
(الأحد) في ثمن نهائي النسخة الجنوب إفريقية و يديره الإيطالي روبرتو
روسيتي سيكون تكراراً للقاء "راقصو التانجو" مع منتخب "الأزتيك" الذي
شهدته مدينة لايبزيج بين المنتخبين في 24 يونيه 2006 في نفس الدور
بالمونديال السابق وانتهي لمصلحة بلد مارادونا بهدفين لهدف بعد وقت إضافي.
14- وكأنها تريد أن تقول أنها أخطر من يهدد الخماسي اللاتيني علي لقب
هذه البطولة فإن الخسارة التي ألحقها المنتخب الأسباني بمنتخب تشيلي في
ختام مباريات المجموعة الثامنة، هي الأولي التي يتعرض لها أحد ممثلي
القارة اللاتينية في هذه البطولة، 10 انتصارات و 4 تعادلات و خسارة وحيدة
كانت حصيلة هذه المنتخبات في 15 لقاء لعبتها في الدور الأول.
15- فيما يبدو أنه شهادة نجاح و تفوق للمدرسة الوطنية في التدريب، فقد نجحت منتخبات 12 دولة من بلوغ ثمن النهائي في ظل قيادة وطنية.
المدرسة الأرجنتينية كانت حاضرة وبقوة مع الرباعي الصاعد تحت قيادة
فنية أجنبية، حيث صعد الثنائي بارجواي و تشيلي تحت قيادة المدربين خيراردو
مارتينيو و مارسيلو بيلسا.
المدرستان الإيطالية و الصربية قادتا منتخبا إنجلترا وغانا للدور
الثاني في ظل تواجد فابيو كابيلو مع منتخب "الأسود الثلاثة" و ميلوفان
راجيفيتش مع منتخب "النجوم السوداء". الغريب أن منتخبي إيطاليا وصربيا
خرجا من الدور الأول تحت قيادة المدربين الوطنيين مارشيلو ليبي و
رادوميرأنتيتش!
16- نتواصل مع المدارس التدريبية حيث فشلت المدرسة الفرنسية تماماً
وخرجت فرنسا مع ريمون دومينيك و الكاميرون مع بول لجوين وهما في مؤخرة
المجموعتين الأولي و الخامسة.
نفس الأمر تكرر مع المدرسة السويدية عندما غادرت كوت ديفوار مع إريكسون
ونيجيريا مع لارس لاجرباك بعد أن احتل المنتخبين الغرب إفريقيين المركزين
الثالث و الرابع في المجموعة السابعة و الثانية.
من ناحيتها حققت المدرسة البرازيلية نجاح متوسط حيث نجح كارلوس دونجا
مع "سحرة الأمازون" فيما غادر "البافانا بافانا" مع أستاذ دونجا ومدربه
السابق كارلوس البرتو باريرا، وهو ما تكرر بالنص مع المدرسة الهولندية
التي نجح منها فان مارفيك مع منتخب "الطواحين" فيما فشل مواطنه بيم فيربيك
مع "منتخب الكانجارو" الأسترالي.
17- لا زلنا بصدد المدارس التدريبية حيث قدمت المدارس الوطنية مدربين
لم يقدموا ما يرضي طموح جماهيرهم المحلية كمارتن أولسن (الدنمارك) وماتياس
كيك (سلوفينيا) و كيم يونج هو (كوريا الشمالية) و رابح سعدان (الجزائر) و
لا يمكن أن نعتبر ريكي هيربرت قد فشل مع منتخب نيوزيلندا لأنه قدم أداء
ممتاز ولم يعرف طعم الخسارة مطلقاً بل وحل ثالثاً في المجموعة السادسة علي
حساب إيطاليا حامل اللقب.
18- بعد هدفه الرائع في شباك الحارس التشيلي كلاوديو برافو رفع النجم
الأسباني دافيد فيا رصيده من الأهداف للرقم 3 و تقاسم صدارة الهدافين مع
الأرجنتيني جونزالو هيجوين و السلوفاكي روبرت فيتيك.
19- اختار الإتحاد الدولي لكرة القدم 10 أهداف اعتبرها الأجمل في الدور
الأول و هي بالترتيب من العاشر إلي الأول، (10) الألماني مسعود أوزيل
اليساري الرائع في مرمي غانا، (9) الياباني كيسوكي هوندا اليساري أيضاً في
مرمي الدنمارك، (Cool الإيطالي فابيو كوالياريلا في مرمي سلوفاكيا، (7) هدف
الأرجنتيني جابريل هاينزه الرأسي في مرمي نيجيريا، (6) البرازيلي لويس
فابيانو (الأول) في مرمي كوت ديفوار، (5) الأسباني دافيد فيا في مرمي
تشيلي، (4) البرتغالي سيماو سابروسا في مرمي كوريا الشمالية، (3) الجنوب
إفريقي تشابالالا في شباك المكسيك، (2) البرازيلي مايكون في مرمي كوريا
الشمالية و أخيراً هدف دافيد فيا الأول في مرمي هوندوراس.
هناك أهداف أخري لا تقل روعة عن هذه الأهداف منها هدف لاعب أورجواي
دييجو فورلان في مرمي جنوب إفريقيا من تسديدة بعيده، وهدف الألماني
ميروسلاف كلوزه البديع برأسه في شباك أستراليا وكذلك هدف السلوفاكي روبرت
فتيك الأول في مرمي إيطاليا، وهدف الأسترالي بريت هولمان في مرمي صربيا،
وهدف الهولندي فان بيرسي الجميل في مرمي الكاميرون وهدفي الإيفواريين يايا
توريه و كالو في الشباك الكورية الشمالية.
وكذلك هدف الأسباني إنيستا في مرمي تشيلي لأنه جاء بعد عمل جماعي رائع
بين الثلاثي توريس و فيا و إنيستا بالإضافة لكونه الهدف رقم 100 في هذه
النسخة.