يذكر الأرجنتينيون جيدا يوم 29 يونيو 1986 عندما شاهدوا لاعبهم الأفضل
عبر التاريخ دييجو أرماندو مارادونا وهو يحمل كأس العالم ، وهو الآن نفس
الشخص الذي يحمل أحلام نفس الشعب ولكن هذه المرة كمدرب يرغب في استكمال
الإنجازات ، وحصد بطولة جديدة تنضم إلى سجله.
ويسعى مارادونا لإضافة لقب مونديالي جديد ، بعد الأخير الذي حصده مع
منتخب بلاده عام 86 عقب الفوز على المنتخب الألماني في المباراة النهائية
3-2 ليمنح بلاد التانجو النجمة الثانية.
ويعود الفريقان ليتواجها مرة أخرى ولكن هذه المرة في الدور ربع النهائي
، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعدما تواجها في ربع نهائي النسخة الماضية يوم
30 يونيو وخرجت وقتها الارجنتين بضربات الترجيح 4-2.
إلا أن الجمهور الأرجنتيني لا يلتفت كثيرا إلى مونديال 2006 ، حيث
يعتمد حاليا على روح مونديال 1986 التي يحاولون استعادتها في ظل وجود
مارادونا على رأس الجهاز الفني.
وما يزيد التفاؤل ، أن مارادونا يمتلك لاعبا فذا ، يشبهه في أشياء
كثيرة مثل قصر القامة والمهارات العالية ، وأصبح المدرب الأرجنتيني يعتمد
عليه في بناء الخطط ، فهو يستطيع تغيير معطيات المباراة لصالح فريقه..
اسمه ليونيل ميسي.
وبالرغم من عدم إحرازه أي هدف في البطولة إلا أن ميسي كان صانع العديد
من الأهداف للاعبي منتخب بلاده ، وكان أخطر لاعبي منتخب بلاده في
المباريات الأربعة التي خاضوها في المونديال حتى الآن.
ويرغب ميسي وزملاؤه في التتويج بكأس العالم ، حيث لم يعش فرحة آخر كأس
العالم حملها مارادونا ، وذلك لأنه لم يكن قد ولد في عام 1986 ، ولذلك
فإنه يرغب في المشاركة في تكرار الإنجاز في النسخة الحالية من كأس العالم.
ويأمل مارادونا أن يتمكن ميسي من إحراز الأهداف في المراحل القادمة ،
وأعرب عن ثقته في أن الأهداف قادمة قريبا من أقدام صاحب القميص رقم 10.
يذكر أن الأرجنتين واجهت كوريا الجنوبية في الدور الأول بمونديال 1986
وانتهت المباراة بفوز راقصي التانجو وهو ما تكرر هذا العام ، بفوزهم على
الكوريين في مباراة كان بطلها جونزالو هيجواين متصدر ترتيب الهدافين.
من المنتظر أن يظهر ما يخبأه القدر للأرجنتين ، فهل ستستكمل الطريق نحو
اللقب وتنجح في تعطيل الماكينات الألمانية ، أم ستكرر ألمانيا سيناريو
2006 وتوقف رقصات التانجو عند ربع النهائي.