إن يوم الجمعة وليلتها ، بمثابة موعد العفو العام الذي يصدره السلطان بين فترة وأخرى،
دفعاً ( لليأس ) من القلوب ،
ودعوة ( للمتمردين ) الذين لا يجرؤون على مواجهة الحق المتعال لقبح فعالهم ..
وعليه فلا بد للعبد من أن يُهيء نفسه قبل يوم الجمعة وليلتها ،
ليتعرّض لتلك النفحات الخاصة في ليلة الجمعة المتجلية عند السحر ،
ولنفحات يومها المتجلية عند ساعة الغروب ..
ومن هنا نجد كثيراً من الأدعية التي تبدأ من غروب شمس ليلة الجمعة ،
وتنتهي عند غروب شمس يوم الجمعة ..
وللشيطان سعيه في إلهاء العباد بين هذين الحـدّين ،
والشاهد على ذلك ( تفرّغ ) الخلق للمعاصي في الفترة نفسها ،
فيرتكبون فيها مالا يرتكبونه طوال أيام الأسبوع من الموبقات ،
مفوّتين على أنفسهم هذه الفرصة من العفو التي لا تتاح لهم في كل وقت .