بسـم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات
الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
أمـا بعـد ..
فلقد حوى هذا الكتيب بعض القصص التى تهدف للعظة واخذ العبرة منها ، .. نسأل
الله تبارك وتعالى أن ينفعنا والمسلمين بما فيه انه على كل شيء قدير.


دمــــوع امــــرأة

كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد فمشى
في الطريق مهموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع فمر على شيخ من علماء
المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: "أنا متعب فقال له: اتبعني إلى
البحر.

فذهبا إلى البحر، وقال له: صلي ركعتين فصلي، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله... ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.

قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين
إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى
الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.

أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك.

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى
الفطيرتين في يد الرجل. فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي
وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين، ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل
رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها
فرحاً.. وعاد يحمل الهم، فكيف سيطعم امرأته وابنه؟

خلال سيره سمع رجلاً ينادي: من يدل على أبو نصر الصياد؟.. فدله الناس على
الرجل.. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة. ثم مات ولم
أستدل عليه، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك.

يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.

وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع.
وينادي مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي
ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت
الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من
القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي
يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع
الرقاقتان (الفطيرتين) في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة
السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول:
بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرآة حين أعطيت لها الرقاقتين
(الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات.

لعـلــه خيـــرا

" كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان.
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك.
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً" فغضب الملك
غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟! وأمر بحبس الوزير. فقال الوزير الحكيم
"لعله خيراً"، ومكث الوزير فترة طويلة في السجن. وفي يوم خرج الملك للصيد
وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنم فقبضوا عليه
ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعه
مقطوع, فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا
ينفع ولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا
بوزيره من السجن واعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع
إصبعه، وحمد الله تعالى على ذلك. ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله
خيراً" فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه لصاحبه فى الصيد
فكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك... فكان في صنع الله كل الخير
في هذه القصة ألطف رسالة لكل مبتلى كي يطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله عز وجل
ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء الخير له في الدنيا والآخرة.

مسجـد صانكى يـدم ( كأننى أكلت )

هل سمع أحد بمثل هذا الاسم الغريب ؟
هو جامع صغير في منطقة "فاتح" في اسطنبول واسم الجامع باللغة التركية هو "صانكي يدم" أي "كأنني أكلت"
ووراء هذا الاسم الغريب قصة .... وفيها عبرة كبيرة.

في كتابه الشيق "روائع من التاريخ العثماني" كتب الأستاذ الفاضل "أورخان
محمد علي" .. قصة هذا الجامع .. فيقول أنه :"كان يعيش في منطقة "فاتح" شخص
ورع اسمه "خير الدين أفندي"، كان صاحبنا هذا عندما يمشي في السوق ، وتتوق
نفسه لشراء فاكهة ، أو لحم ، أو حلوى ، يقول في نفسه : "صانكي يدم" ...
يعني "كأنني أكلت" أو "افترض أنني أكلت"!! ... ثم يضع ثمن ذلك الطعام في
صندوق له ..... ومضت الأشهر والسنوات ... وهو يكف نفسه عن لذائذ الأكل ...
ويكتفي بما يقيم حياته فقط ، وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئا فشيئا ،
حتى استطاع بهذا المبلغ القيام ببناء مسجد صغير في بلدته ، ولما كان أهل
بلدتة يعرفون قصة هذا الشخص الورع الفقير ، وكيف استطاع أن يبني هذا المسجد
، أطلقوا على الجامع اسم "جامع صانكي يدم"

قصة ماشطة بنت فرعون

هذه قصة امرأة كانت تعيش في قصر فرعون، كانت امرأة صالحه تعيش مع زوجها في
ظل ملك فرعون ، وكانت مربيه لبنات فرعون ، منّ الله عليها وعلى زوجها
بالإيمان ، فعلم فرعون بإيمان زوجها فقتله، فصبرت المرأة و احتسبت و ثم لم
تزل تخدم و تمشط بنات فرعون لتنفق على أولادها الخمسة ، تطعمهم كما تطعم
الطير أفراخها ، فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوما ، إذ وقع المشط من يديها
فقالت(بسم الله (فقالت ابنة فرعون : الله أبي .. فصاحت الماشطة بابنة
فرعون و قالت : كلا بل الله ربي وربك و رب أبيك ،،، فتعجبت البنت أنه ُعبد
غير أبيها ، ثم أخبرت أباها فرعون بذلك فعجب أن يوجد في القصر من يعبد غيره
، فدعا بها و قال لها : من ربك .. قالت
ربي الله ، فغضب عند ذلك فرعون ، و أمرها بالرجوع عن دينها ، وحبسها و
ضربها , لكنها ثبتت على الدين , فأمر فرعون بقدر من نحاس ثم ملأت بالزيت ،
ثم أحمي حتى غلا، و أوقفها أمام القدر فلما رأت العذاب ، أيقنت إنما هي نفس
واحدة ، تخرج و تلقى ربها ، فصبرت على ما أصابها فعلم فرعون أن أحب الناس
إليها أولادها الخمسة الأيتام الذين تكدح و تطعمهم فأحضر أبنائها الخمسة ،
تدور أعينهم لا يدرون إلى أين يساقون فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون ،
فبكت و أقبلت عليهم تقبلهم ، و تبكي بين أيديهم ، ثم أخذت أصغرهم و ضمته
إلى صدرها ، و ألقمته ثديها ، فلما رأى فرعون هذا المنظر أمر بأكبرهم فجره
الجنود ثم رفعوه إلى الزيت المقلي و الغلام يصيح بأمه و يستغيث و يسترحم
الجنود و يتوسل إلى فرعون يحاول الفكاك و الهرب ينادي أخوته الصغار و يضرب
الجنود بيديه الصغيرتين ، وهم يصفعونه و يدفعونه ، و أمه تنظر إليه تودعه
... فما هي إلا لحظات ... حتى إذا غيّب ذلك الصغير بالزيت ، و الأم تبكي و
تنظر إليه و أخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة ، حتى إذا ذاب لحمه من على
جسمه النحيل وطفحت عظامه بيضاء فوق الزيت ، نظر إليها فرعون ثم أمرها
بالكفر بالله ، فأبت عليه ذلك، و عندها غضب عليها فرعون و أمر بولدها
الثاني ، فسحب من عند أمه و هو يبكي و يستغيث ... فما هي إلا لحظات ... حتى
ألقي في ذلك الزيت ، وهي تنظر إليه ، فطفحت عظامه بيضاء ، واختلطت بعظام
أخيه ، و الأم ثابتة على دينها ، موقنة بلقاء ربها ، ثم أمر فرعون بالولد
الثالث فسحب ثم قرب إلى القدر المغلي ثم حمل و غيب بالزيت ، وفعل به كما
فعل بأخويه ، و الأم ثابتة على دينها ، عند ذلك صاح فرعون بالجنود ، و أمر
بالطفل الرابع أن يلقى بالزيت ، فأقبل الجنود عليه و كان صغيرا ، قد تعلق
بأثواب أمه فلما جذبه الجنود بكى و انطرح على قدمي أمه و دموعه تجري على
رجليها ، وهي تحاول أن تحمله مع أخيه ، تحاول أن تودعه ، و تقبله و تشمه ،
قبل أن يفارقها ، فحالوا بينه و بينها ، وحملوه من يديه الصغيرتين و هو
يبكي و يستغيث و يتوسل بكلمات غير مفهومه ، وهم لا يرحمونه .. وما هي إلا
لحظات .. حتى غرق الصغير بالزيت المغلي و غاب الجسد و انقطع الصوت ، وشمت
أمه رائحة لحمه و علت عظامه صغيره بيضاء فوق الزيت يتقلب بها ، و نظرت الأم
إلى العظام و قد رحل عنها إلى دار أخرى ،وهي تبكي و تتقطع لفراقه ..فطالما
ضمته إلى صدرها و أرضعته من ثديها .. طالما سهرت لسهره .. و بكت لبكائه ..
كم ليلة بات في حجرها و لعب بشعرها كم قربت منه ألعابه .. و ألبسته ثيابه ،
بكت و جاهدت نفسها أن تتجلد و تتماسك ، فالتفتوا إليها ثم تدافع الجنود
عليها و انتزعوا الطفل الخامس الرضيع من يديها وكان قد التقم ثديها ثم
انتزع منها ، صرخ الصغير و بكت المسكينة فلما رأى الله تعالى ذلها و
انكسارها و فجيعتها بولدها .. أنطق الله تعالى الصبي في مهده و قال
لــــــــــــها : يـــــا أمـــــــــــاه اصبري فإنك على
الـــــــــــــــــحق.. ثم ألقي في الزيت و انقطع صوته عنها و غيّب في
القدر مع أخوته ... مات ... و في فمه بقايا من حليبها، و في يده شعره من
شعراتها ، و على أثوابه قطرات من دموعها .. ذهب الأولاد الخمسة .. وهاهي
عظامهم يلوح بها القدر و لحمهم يفور به الزيت ، تنظر المسكينة إلى هذه
العظام .. إنها عظام أولادها ، اللذين طالما ملؤوا عليها البيت ضحكا و
سرورا .. إنهم فلذات كبدها .. و عصارة قلبها اللذين لما فارقوها ، كأن
قلبها قد أخرج من صدرها .. طالما ركضوا إليها ، و ارتموا بن يديها ، طالما
ضمتهم إلى صدرها و ألبستهم ثيابهم بيدها و مسحت دموعهم بأصابعها .. ثم هاهم
اليوم ينتزعون من بين يديها و يقتلون أمام ناظريها .. كانت تستطيع أن تحول
بينهم و بين العذاب بكلمة كفر تسمعها فرعون ، لكنها علمت أن ما عند الله
خير و أبقى ... ثم لم يبقى إلى هي .. أقبل عليها الجنود ثم دفعوها إلى
القدر فلما حملوها ليلقوها بالزيت نظرت إلى عظام أولادها .. فتذكرت
اجتماعها معهم في الحياة فالتفتت إلى فرعون و قالت: لي إليك حاجه ثم صاح
بها و قال ما حاجتك فقالت أن تجمعوا عظامي و عظام أولادي فتدفنوها فى قبر
واحد .. ثم أغمضت عينيها و ألقيت في القدر مع أولادها و احترق جسدها و طفت
عظامها .

فلله درها ما أعظم ثباتها و أكثر ثوابها ، و لقد رأى النبي صلى الله عليه
وسلم ليلة الإسراء شيئا من نعيمها فحدث به أصحابه فقال لهم فيما رواه
البيهقي : (( لما أسرى بي مرت بي رائحة طيبه فقلت ما هذه الرائحة فقيل لي
هذه ماشطة بنت فرعون و أولادها )) .

الله أكبر.. تعبت كثيرا لكنها استراحت كثيرا ، و قد قال الله تعالى في
شأنها (( ولا تحسبن اللذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون (( .


من أكل الرغيف الثالث ؟!

يروى أن رسول الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام
كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما(مع اليهودي) ثلاثة أرغفة من الخبز،
ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط ،
فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ، فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط.

لم يعلق نبي الله وسارا معاً
حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام
يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل
ورد عليه بصرَه , فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله !
وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى:بحق من شفا هذا الأعمى ورد عليه بصره
أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين.
سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا،
فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ،
فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!
وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة :بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين.
لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى
جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ،
فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟!
فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي:
والثالث؟؟؟؟؟؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد
بسرعة: أنا الذي أكلته!!!! فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ، ومضى تاركاً
اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا.

بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ،
فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مسكين!!!!
مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!!!
سبحانك با رب!! ما أحكمك وما أعدلك!!

بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب
بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه
قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية
بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!!
فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟؟؟
فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟
وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له:
لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟؟؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!!!
فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله !!!
وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!! ،
وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات،
ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً.
وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها .


دواء المـلك

مرض ملك مرضا خطيراً واجتمع الأطباء لعلاجه ورأوا جميعاً أن علاجه الوحيد
هو حصوله على كبد إنسان فيه صفات معينة ذكروها له وعثر رجاله على فتى يسمى
ابن دهقان توفرت فيه الشروط المطلوبة ..
وأرسل الملك إلى والدي الفتى وحدثهما عن الأمر وأعطى لهما مالاً كثيراً
فوافقا عل قتل ولدهما ليأخذ الملك كبده وليشفي من مرضه ونادى الملك القاضي
وسأله إذا كان قتل هذا الفتى حلالاً ليتداوى الملك بكبده ؟
فأفتى القاضي الظالم بأن قتل أحد من الناس ليأخذ الملك كبده ليشفى به حلالاً ..
أحضروا الفتى ليذبحوه ذبح الشاة وكان الملك مطلاً عليه فرأى الغلام ينظر
إلى جلاده ثم يرفع عينيه الى السماء ويبتسم فأسرع الملك نحو الفتى وسأله
متعجباً : لماذا تضحك وقد أوشكت على الهلاك ؟
قال الفتى : كان يجب على والدي أن يرحما ولدهما وكان يجب على القاضي أن
يعدل في قضائه وكان على الملك أن يعفو .. أما أبي وأمي فقد غرهما طعام
الدنيا فسلما لك روحي والقاضي سألته فخافك ولم يخف الله فأحل لك دمي وأنت
يا سيدي رأيت شفائك في قتل بريء ولكل هذا لم أر ملجأ لي غير ربي فرفعت رأسي
إليه راضياً بقضائه فتأثر الملك من قول الفتى وبكى وقال : إذا مت وأنا
مريض خير من أن أقتل نفساً زكية ثم أخذ الفتى وقبله وأعطاه ما يريد .. وقيل
بعد ذلك أنه لم يمضي على هذه الأحداث أسبوع حتى شفي الملك من مرضه !!


عـابـد بنى إسرائيـل
روي عن وهب بن منبه قال : كان عابد في بني إسرائيل وكان أعبد أهل زمانه ,
وكان في زمانه ثلاثة أخوة لهم أخت وكانت بكرا وليس لهم أخت غيرها فخرج
البعث على ثلاثتهم فلم يدروا عند من يخلفون أختهم ولا من يأمنون عليها ,
ولا عند من يضعونها ..
قال : فأجتمع رأيهم على أن يخلفوها عند عابد بني إسرائيل وكان ثقة في
أنفسهم , فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فتكون في كنفه وجواره إلى أن يرجعوا
من غزاتهم فأبى ذلك وتعوذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم ..
قال : فلم يزالوا به حتى أطاعهم فقال : أنزلوها في بيت حيال صومعتي , قال :
فأنزلوها في ذلك البيت ثم انطلقوا واتركوها , فمكثت في جوار ذلك العابد
زمانا ينزل إليها بالطعام من صومعته ثم يأمرها فتخرج من بيتها فتأخذ ما وضع
لها من طعام .
قال : فتلطف له الشيطان فلم يزل يرغبه في الخير ويعظم عليه خروج الجارية من
بيتها نهارا ويخوفه أن يراها أحد فيعلقها , فلو مشيت بطعامها حتى تضعه على
باب بيتها كان أعظم لأجرك .
قال : فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولم يكلمها ..
قال : فلبث على هذه الحالة زمانا . . ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والأجر
وحضه عليه وقال : لو كنت تمشي إليها بطعامها حتى تضعه في بيتها كان أعظم
لأجرك ... قال : فلم يزل به حتى مشى إليها بالطعام ثم وضعه في بيتها , فلبث
على ذلك زمانا .. ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وحضه عليه فقال : لو كنت
تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فأنها قد استوحشت بوحشة شديدة ..
قال : فلم يزل به حتى حدثها زمانا يطلع إليها من فوق صومعته .
ثم أتاه إبليس بعد ذلك فقال : لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد هي على باب بيتها فتحدثك كان آنس لها ..
فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها فلبثا زمانا يتحدثان ...
ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير والثواب فيما يصنع بها وقال : لو خرجت من باب
صومعتك ثم جلست قريبا من باب بيتها فحدثتها كان آنس لها , فلم يزل حتى فعل
..
قال : فلبثا زمانا ثم جاءه إبليس فرغبه في الخير وفيما له عند الله سبحانه
وتعالى من حسن الثواب فيما يصنع بها وقال له : لو دنوت منها وجلست عند باب
بيتها فحدثتها ولم تخرج من بيتها ففعل ..
فكان ينزل من صومعته فيقف على باب بيتها فيحدثها فلبث على ذلك حينا ..
ثم جاءه إبليس فقال : لو دخلت البيت معها فتحدثها ولم تتركها تبرز وجهها
لأحد كان أحسن بك , فلم يزل به حتى دخل البيت فجعل يحدثها نهارها كله فإذا
مضى النهار صعد إلى صومعته..
ثم أتاه إبليس بعد ذلك فلم يزل يزينها له حتى ضرب العابد على فخذها وقبلها ..!!
فلم يزل به إبليس يحسنها في عينه ويسول له حتى وقع عليها فأحبلها فولدت له غلاما .
فجاء إبليس فقال : أرأيت إن جاء أخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع ؟
لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك , فاعمد إلى ابنها فاذبحه وادفنه فأنها ستكتم ذلك عليك مخافة أخوتها أن يطلعوا على ما صنعت بها ففعل .
فقال : أتراها تكتم أخوتها ما صنعت بها وقتلت ابنها ؟ قال : خذها واذبحها
وادفنها مع ابنها , فلم يزل به حتى ذبحها وألقاها في الحفرة مع ابنها وأطبق
عليهما صخرة عظيمة وسوى عليهما وصعد إلى صومعته يتعبد فيها , فمكث بذلك ما
شاء الله أن يمكث حتى أقبل أخوتها من الغزو , فجاءوا فسألوا عنها , فنعاها
لهم وترحم عليها وبكاها وقال : كانت خير امرأة وهذا قبرها فانظروا إليه
فأتى أخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا عليها فأقاموا على قبرها أياما ثم
انصرفوا إلى أهاليهم .
فلما جن عليهم الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان في النوم على صورة رجل
مسافر فبدأ بأكبرهم فسأله عن أخته فأخبره بقول العابد وموتها وترحمه عليها
وكيف أراهم موضع قبرها فكذبه الشيطان , وقال : لم يصدقكم أمر أختكم أنه قد
أحبل أختكم وولدت له غلاما فذبحه وذبحها معه فزعا منكم وألقاها في حفيرة
احتفرها خلف باب البيت الذي كانت فيه عن يمين من دخله فانطلقوا فادخلوا
البيت فأنكم ستجدونهما كما أخبرتكم هناك جميعا .. وأتى الأوسط في منامه
فقال له مثل ذلك , وأتى أصغرهم فقال له مثل ذلك .
فلما استيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم .. فأقبل بعضهم على
بعض يقول كل واحد منهم لقد رأيت الليلة عجبا فأخبر بعضهم بعضا بما رأى
فقال كبيرهم : هذا حلم ليس بشيء فامضوا بنا ودعوا هذا عنكم , قال أصغرهم :
والله لا أمضي حتى آتي إلى المكان فأنظر فيه !!
فانطلقوا جميعا حتى أتوا البيت الذي كانت فيه أختهم وابنها مذبوحين في
الحفيرة كما قيل لهم , فسألوا عنها العبد فصدق قول إبليس فيما صنع بهما .
فاستعدوا عليه ملكهم فأنزل من صومعته وقدم ليصلب , فلما أوثقوه على الخشبة
أتاه الشيطان فقال له : قد علمت أني أنا صاحبك الذي فتنك بالمرأة حتى
أحبلتها وذبحتها وابنها فان أنت أطعتني اليوم وكفرت بالله الذي خلقك وصورك
خلصتك مما أنت فيه , قال : فكفر العابد بالله تعالى , فلما كفر بالله تعالى
خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فصلبوه . . .!!
قال المفسرون : في هذا وأمثاله نزلت الاية : ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان
اكفر فلما كفر قال أني بريء منك اني أخاف الله رب العالمين * فكان
عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين )

الصيـاد والسمكـة

يروى أن صيادا لديه زوجة وعيال لم يرزقه الله بالصيد عدة أيام حتى بدأ
الزاد ينفد من البيت وكان صابرا محتسبا، وبدأ الجوع يسري في الأبناء،
والصياد كل يوم يخرج للبحر إلا أنه لا يرجع بشيء وظل على هذا الحال عدة
أيام ، وذات يوم، يأس من كثرة المحاولات، فقرر أن يرمي الشبكة لآخر مرة،
وإن لم يظهر بها شيء سيعود للمنزل ويكرر المحاولة في اليوم التالي، فدعى
الله ورمى الشبكة، وعندما بدأ بسحبها، أحس بثقلها، فاستبشر وفرح، وعندما
أخرجها وجد بها سمكة كبيرة جدا لم ير مثلها في حياته
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها * * * فرجت وكنت أظنها لا تفرج
فأمسكها بيده، وظل يسبح في الخيال
ماذا سيفعل بهذه السمكة الكبيرة ؟

فأخذ يحدث نفسه…
سأطعم أبنائي من هذه السمكة
سأحتفظ بجزء منها للوجبات الأخرى
سأتصدق بجزء منها على الجيران

سأبيع الجزء الباقي منها
… وقطع عليه أحلامه صوت جنود الملك … يطلبون منه إعطائهم السمكة لأن الملك
أعجب بها ، فلقد قدر الله أن يمر الملك مع موكبه في هذه اللحظة بجانب
الصياد ويرى السمكة ويعجب بها فأمر جنوده بإحضارها
رفض الصياد إعطائهم السمكة، فهي رزقه وطعام أبنائه، وطلب منهم دفع ثمنها أولا، إلا أنهم أخذوها منه بالقوة

وفي القصر … طلب الحاكم من الطباخ أن يجهز السمكة الكبيرة ليتناولها على
العشاء وبعد أيام أصاب الملك داء (الغرغرينة، وكان يطلق عليه اسم غير هذا
الاسم في ذلك الزمان) فاستدعى الأطباء فكشفوا عليه وأخبروه بأن عليهم قطع
إصبع رجله حتى لا ينتقل المرض لساقه، فرفض الملك بشدة وأمر بالبحث عن دواء
له. وبعد مدة، أمر بإحضار الأطباء من خارج المدينه، وعندما كشف الأطباء
عليه، أخبروه بوجوب بتر قدمه لأن المرض انتقل إليها،ولكنه أيضا عارض بشدة
بعد وقت ليس بالطويل، كشف الأطباء عليه مرة ثالثة، فرأوا أن المرض قد وصل
لركبته
فألحوا على الملك ليوافق على قطع ساقه لكي لا ينتشر المرض أكثر... فوافق الملك وفعلا قطعت ساقه.

في هذه الأثناء، حدثت اضطرابات في البلاد، وبدأ الناس يتذمرون. فاستغرب
الملك من هذه الأحداث.. أولها المرض وثانيها الاضطرابات.. فاستدعى أحد
حكماء المدينة، وسأله عن رأيه فيما حدث
فأجابه الحكيم: لابد أنك قد ظلمت أحدا؟
فأجاب الملك باستغراب: لكني لا أذكر أنني ظلمت أحدا من رعيتي
فقال الحكيم: تذكر جيدا، فلابد أن هذا نتيجة ظلمك لأحد.
فتذكر الملك السمكة الكبيرة والصياد.. وأمر الجنود بالبحث عن هذا الصياد
وإحضاره على الفور.. فتوجه الجنود للشاطئ، فوجدوا الصياد هناك، فأحضروه
للملك
فخاطب الملك الصياد قائلا: أصدقني القول، ماذا فعلت عندما أخذت منك السمكة الكبيرة؟
فتكلم الصياد بخوف: لم أفعل شيئا
فقال الملك: تكلم ولك الأمان

فاطمأن قلب الصياد قليلا وقال: توجهت إلى الله بالدعاء قائلا:
)) اللهم لقد أراني قوته علي، فأرني قوتك عليه ((

أصحـاب الجنـة

ذكر الله تعالى في القرءان الكريم في سورة القلم شيئا من قصة أصحاب الجنة
أي البستان الذين لم يؤدوا حق الله تعالى فيه، فحرمهم منه عقابا على نيتهم
الخبيثة، فقد قال الله تعالى:
(( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ
أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ
عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ
كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا
يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ
قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ
مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا
تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا
إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا
مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ
وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )) القلم 17 - 33

والآن مع القصة .
كانت اليمن مشهورة بكثرة بساتينها وأراضيها الخصبة، وبالقرب من أهم مدنها
صنعاء في ناحية اسمها ضوران عاش رجل صالح مع أولاده عيشة طيبة، حيث كان له
أرض عظيمة الاتساع، منوعة الزروع، كثيرة الأشجار، وافرة الأثمار .
وكان الرجل الصالح يشكر الله تعالى على ما أنعم عليه وأعطاه، وكان كلما حان
وقت حصاد الزروع يدعو الفقراء والمساكين ليأخذوا ما يريدون من ثمار
البستان وخيراته ، وجرى على هذا كل عام.
ومضت الأيام ومات الرجل الصالح تاركا أولاده وبستانه الواسع.
ومضت الأيام سريعة، وحان وقت الحصاد، وترقب الفقراء والمساكين حلوله ليأتوا ويأخذوا نصيبهم كما عودهم الرجل الصالح كل عام.
واجتمع الأبناء يعدون للحصاد، فقال أحدهم: "لن نعطي بعد اليوم من البستان
شيئا لفقير أو محتاج، ولن يعود مأوى لقاصد أو ابن سبيل فإننا إذا فعلنا
هذا، زاد مالنا وعلا شأننا.
وقال أوسطهم وكان كأبيه طيبا يحب عمل الخير: إنكم تقدمون على أمر تظنونه
أوفر لكم، ولكنه يحوي الشر ،إنكم لو حرمتم الفقراء ولم تعطوا المساكين ،
أخاف عليكم عقاب الله تعالى.
ولكنهم لم ينصاعوا واتفقوا فيما بينهم أن يذهبوا فى الغد إلى بستانهم
وبقطفوا ثماره ويحصدوا زرعه وبقتسموه فيما بينهم، فلا يبقى شئ للفقراء.
وكان الله تعالى عالما بما يكيدونه وما اتفقوا عليه، وفى الليل تحول البستان الى ارض خربة سوداء لم يبق به شيء ينتفع به .
وطلع عليهم النهار وهم على مشارف بستانهم يتساءلون: أهذا بستاننا، وقد
تركناه بالأمس مورقا بأشجاره، وافرا بثماره؟ ما نظن هذا بستاننا وإننا
لضالون عنه.
قال أوسطهم: "بل هي جنتكم، حرمتم منها قبل أن تحرموا الفقراء منها، وجوزيتم
على بخلكم وشحكم" فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون نادمين على ما فعلوه .

صاحب الجنتـان

قال تعالى: ( واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا
جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا
بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ
تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا * وَكَانَ لَهُ
ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ
مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ
قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ
قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا
مُنْقَلَبًا * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ
بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ
رَجُلا * لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا *
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ
إِلا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا *
فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ
عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا * أَوْ
يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا * وَأُحِيطَ
بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا
وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ
بِرَبِّي أَحَدًا ) الكهف 32 - 42
تخبرنا آيات القصة عن وجود رجلين في الماضي، كان بينهما صلة وصحبة، أحدهما
مؤمن، والآخر كافر، وقد أبهمت الآيات اسمي الرجلين، كما أبهمت تحديد
زمانهما ومكانهما وقومهما، فلا نعرف من هما، ولا أين عاشا، ولا في اي زمان
وجدا.
ابتلى الله الرجل المؤمن بضيق ذات اليد، وقلة الرزق والمال والمتاع، لكنه
أنعم عليه بأعظم نعمة، وهي نعمة الإيمان واليقين والرضا بقدر الله وابتغاء
ما عند الله، وهي نعم تفوق المال والمتاع الزائل.
أما صاحبه الكافر فقد ابتلاه الله بأن بسط له الرزق، ووسع عليه في الدنيا،
وأتاه الكثير من المال والمتاع، ليبلوه هل يشكر أم يكفر، وهل يطغى أم
يتواضع؟
جعل الله لذلك الكافر جنتين، والمراد بالجنة هو البستان ، أي إنه كان يملك
بستانين من أعناب، وكانتا مسورتين بالنخيل من جميع الجهات، وكان صاحبهما
يزرع الزرع بين الأعناب، وقد فجر الله له نهراً، فكان يجري بين البستانين،
وكان صاحبهما يجني ثمارهما، ثمار الأعناب، وثمار النخل، وثمار الزرع.
وتقابل الرجلان ربما لاحتياج المؤمن للمساعدة وربما لرغبة الكافر فى
التفاخر على المؤمن وكان الرجل الكافر معجب بجنتيه، ومفتخر ببستانيه، ومعتز
بهما، ودخلهما وهو ظالم لنفسه، كافر بربه، متكبر على الآخرين، وقال: إنهما
جنتان دائمتان أبديتان لن تبيدا أبداً، وأنا أغنى الناس وأسعدهم بهما،
وهما كل شيء، وليس هناك بعث ولا آخرة ولا جنة غير هاتين الجنتين.
ولاحظ صاحبه المؤمن الفقير الصابر غروره وبطره، فذكّره بالله ، ودعاه إلى
الإيمان بالله وشكره، والاعتماد عليه وليس على بستانيه، ودعاه إلى أن يقولمع قصص السابقين 1 Frownما شاء الله لا قوة إلا بالله) وحذره من عاصفة أو صاعقة تأتي عليهما وتحرقهما.
ولكن الكافر المغرور أسكرته نشوة التملك، فرفض كلام وتحذير وتوجيه صاحبه
المؤمن، وزاد اعتزازه ببستانيه واعتماده عليهما، وحصل ما حذره منه صاحبه
المؤمن، فأرسل الله على بستانيه صاعقة، فاحرقتهما!! أحرقت العنب والنخل
والزرع، وقضت على الشجر والزرع والثمر، ولم يبق من البستانين شيء، كل هذا
جرى في ساعة من ساعات الليل.
وفي الصباح ذهب المغرور إلى جنتيه كعادته، فإذا بهما فانيتان بائدتان،
فأسقط في يديه، وشعر بالندم وأيقن بالخسارة، التي أتت على كل ما يملك،
وتمنى لو استجاب لنصح صاحبه المؤمن، ولكن متى؟ بعد فوات الأوان!
إرم ذات العمـاد

قال اللهُ تعالى: (ألمْ ترَ كيفَ فعلَ ربُكَ بعاد* إرمَ ذاتِ العماد* التي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد) سورة الفجر6-8

رُوِيَ في تفسيرِ هذه الآيةِ الكريمةِ أن مدينةَ "إرمَ" ذات العمادِ كانت
في اليمنِ بين "حَضْرَمَوْتَ" و"صنعاءَ" من بناءِ "شدَّادِ بنِ عاد".
وقومُ "عادٍ" هؤلاءِ كانوا طوالاً يصلُ طولُ الواحدِ منهم إلى اثني عشرَ
ذراعًا في الهواءِ أي حوالي ستة أمتار، وكان "لعادٍ" هذا ابنانِ هما:
"شدَّادٌ" و"شديدٌ"، فملَكا بعدَ والدِهما وتجبَّرا وظلما في البلاد،
وأخذاها عُنوةً وقهْرًا.
وإنهما لما صَفَا لهما ذلك واستقرَّ قرارُهما ماتَ "شديدٌ" وبقي "شدادٌ"، فأكملَ غزواتهِ حتى ملَكَ الدنيا، ودانتْ له ملوكُها.
وكان شدادٌ جبارًا عنيدًا عابدًا للأصنامِ من دونِ اللهِ والعياذُ بالله
تعالى، ومُولعًا بقراءةِ الكتبِ القديمةِ، كلما مرَّ فيها على ذكرِ الجنةِ
وما أعدَّ الله فيها لأوليائهِ من قصورِ الذهبِ والفضةِ والمساكنِ التي
تجري من تحتِها الأنهارُ، كانت نفسُه الأمَّارةُ بالسوءِ تدعوهُ إلى أن
يجعلَ مثل هذه الجنةِ له في الدنيا عُتُوًّا على اللهِ تعالى وكفرًا به.
فقال لأمرائه:" إني مُتَّخذٌ في الأرضِ مدينةً على صفةِ "الجنة" فوكَّلَ
بادىء الأمرِ مائةَ رجلٍ من وُكلائِهِ، تحتَ يدِ كلِّ رجلٍ منهم ألفٌ من
الأعوانِ، وأمرَهم أن يفتِّشوا في أراضي اليمنِ ويختاروا أطيَبها تربةً،
وأزكاها هواءً.
ومكنَّهم من الأموالِ، وكتبَ إلى ملوكِهِ يأمُرهم أن يكتبوا إلى وُلاتِهِم
في افاقِ بلدانِهِم، أن يجمعوا كلّ ما في أراضيهم من الذهبِ والفضةِ
والدرِّ والياقوتِ والمِسْكِ والعنبرِ والزعفرانِ ويوجِّهُوها إليه، وأمرَ
الغوَّاصينَ أن يغوصوا في البحارِ ويستخرجوا الجواهرَ واللآلىءَ، فجمعوا له
الشىءَ الكثيرَ، وحُمِلَ جميعُ ذلكَ إليه ثم وجَّهَ الحفَّارينَ إلى
مناجمِ الياقوتِ والزَّبرْجَدِ
وسائرِالجواهرِفاستخرجوامنهاشيئـــــــــًاعظيمــًا.
اختارَ الوُكلاءُ أرضًا طيبةَ التربةِ، سهلةَ الهواءِ، وأذنَ لهم "شدادٌ"
بأن يبدأوا العملَ فيها لبناءِ جنتِه المزعومةِ، فأمرَ بالذهبِ والفضةِ
وأُقيمت الجدرانُ منهما ثم غُلِّفَتْ تلك الحجارةُ الذهبيةُ والفِضيةُ
بالدرِ والياقوتِ والعقيقِ، وجعلَ الأبنيةَ غُرَفًا من فوقِها تشبُّهًا بما
سمعَ عن وصفِ الجنةِ، جاعلاً جميعَ ذلكَ على أعمدةٍ رُخاميةٍ عريضةٍ.
ثم أجرى تحتَ المدينةِ قناةً عظيمةً ساقَها من الأوديةِ تحتَ الأرضِ
بأربعينَ فرسخًا، ثم أمرَ فأُجريَ من تلكَ القناةِ، سَوَاقٍ صارتْ تمشي في
سككٍ بينَ الشوارعِ والأزقَّةِ تجري بالماءِ الصافي، وأمرَ بحافَّتَي ذلك
النهرِ وجميعِ السَّككِ، فطُلِيَتْ بالذهبِ الأحمرِ، وجعلَ الحصى المنثورةَ
في قِيعانِها أنواعًا من الجواهرِ الفريدةِ الملونةِ الصفراءِ والحمراءِ
والخضراءِ، ونصبَ على الضِفافِ أشجارًا من الذهبِ وعليها ثمارٌ من
اليواقيتِ المشِعَّةِ.
وجعلَ طولَ المدينةِ اثنى عشرَ فرسخًا وعرْضَها مثلَ ذلك وأعلى سُورَها
كثيرًا حتى وصلَ إلى ثلاثمائةِ ذراعٍ من أحجارٍ عريضةٍ وطلاهُ بالذهبِ
وزيَّنه بما ندرَ وجودُه من المعادنِ والحجارةِ الملونةِ الغاليةِ الثمنِ،
وبنى فيها الألوفَ من القصورِ مزخْرِفًا بواطنَها وظواهرَها بأصنافِ
الجواهرِ، ثم بنى لنفسِهِ في وسطِ المدينةِ على شاطىءِ ذلك النهرِ قصرًا
مُنيفًا يشرفُ على تلكَ القصورِ كلِّها.
وجعلَ بابَ المدينةِ مُتجهًا إلى الوادي ونصبَ عليهِ بابينِ من ذهبٍ
منقوشَيْنِ بأنواعِ الدُررِ، وأمرَ باتخاذِ كُراتٍ صغيرةٍ على شكلِ
البُندُقِ من مسكٍ وزعفرانٍ وأُلقيتْ في تلكَ الشوارعِ، ثم بنى خارجَ سورِ
المدينةِ تلالاً كهيئةِ الجبالِ تضمُ الألوفَ من الأبراجِ المرتفعةِ في
الهواءِ المبنيَّةِ بقطعِ الذهبِ والفضةِ ليسكنَها جنودهُ، ومكثَ في
بنائِها خمسمائةِ عامٍ.
وإنَّ اللهَ تعالى لما أذِنَ أن يُقيمَ الحجَّةَ على "شداد" وقومِه، اختارَ
لرسالتِه إليهِ سيدَنا "هودًا" عليهِ السلامُ وكان من صميمِ قومِه
وأشرافِهم، ثم إن "هودًا" أتاهُ فدعاهُ إلى الإسلامِ والإقرارِ بربوبيةِ
اللهِ عزَّ وجلَّ ووحدانيتِهِ وأن الله ليسَ كمثلِه شىءٌ، فتمادى "شدادٌ"
في كفرِهِ وزيَّنَ لهُ "إبليسُ" ما فعلَ من بناءِ المدينةِ التي لم يخلق
مثلها في البلاد فلم يَنْصَعْ لما أمرَه به "هودٌ" عليه السلام، وذلك حين
تمَّ لملكِهِ سبعمائةِ عامٍ، فأُنذرَ بالعذابِ وخُوِّفَ بزوالِ الملْكِ،
فلم يرتدعْ عمَّا كان عليه ولم يُجِبْ "هودًا" إلى ما دعاهُ إليه.
وعادَ الوكلاءُ إلى "شدادٍ" وقد أنهوا بناءَ المدينةِ وأخبروهُ بالفراغِ
منها، فعزمَ على الخروجِ إليها، فخرجَ في موكبٍ عظيمٍ بين حراسِهِ ومواليهِ
وخَدَمِهِ وحَشَمِهِ ووزرائِهِ وأُمرائِهِ، وسارَ نحوَها وخلَّفَ على
مُلْكِهِ "بحضرموتَ" وسائرِ أرضِ العربِ ابنَه "مَرْثَدَ بنَ شدادٍ" وكان
"مرثدُ" هذا على ما يقالُ مسلمًا مؤمنًا بنبي اللهِ "هودٍ" عليه السلام.
فلما قَرُبَ "شدادٌ" من المدينةِ وباتَ على مسيرةِ يومٍ وليلةٍ، وكان صارَ
له من العمرِ تسعمائةِ عامٍ جاءتْ صيحةٌ عظيمةٌ من السماءِ فاجأتِ الجميعَ
فماتَ هو وأصحابُهُ أجمعون، حتى لم يبقَ منهم ناقلُ خبرٍ، وماتَ جميعُ من
كان بالمدينةِ من الفَعَلَةِ والصُنَّاعِ والوُكلاءِ، وبقيتْ خلاءً لا
أنيسَ لها، وحُجبت عن أعين الناس.
ولما هلكَ "شدادُ بنُ عادٍ" ومن معهُ من الصيحةِ، ملكَ بعدَهُ ابنهُ "مرثدُ
بنُ شدادٍ" فأمرَ بحملِ أبيهِ من تلكَ الصحراءِ إلى "حضرموتَ" ليدفِنَه،
فحُفرت له حفرةٌ بين الصخورِ وجُعلَ على سريرٍ من ذهبٍ وأُلقيتْ عليه
سبعونَ حُلَّةً منسوجةً بقضبانِ الذهبِ التي لن ينتفعَ بدرهم منها لأنه
ماتَ على غيرِ الإسلامِ، ووُضِعَ عند رأسِهِ لوحٌ عظيمٌ ذهبيٌ كُتِبَ عليه (
شداد ) .

كـل مـن عليهـا فـان

قال الله تعالى في محكم التنزيل ( كل من عليها فان , و يبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )
كل من على الدنيا هالك لا محالة إلا الله عز و جل لا إله إلا هو سبحانه ..
فسأذكر لكم أحبتي في الله عن كيفية موت الملائكة عليهم السلام ...
كما نقل في كتاب ابن الجوزي رحمه الله ) بستان الواعظين و رياض السامعين ) .
... بعدما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من
شدة الزلزلة فيموت أهل الأرض جميعا و تموت ملائكة السبع سماوات و حملة العرش و يبقى جبريل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت .
.
( موت جبريل عليه السلام(
يقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت من بقي ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول
ملك الموت : سيدي و مولاي أنت أعلم بقي إسرافيل و بقي ميكائيل و بقي
جبريل و بقي عبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل قد ذهلت نفسه لعظيم ما
عاين من الأهوال .. فيقول له الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى جبريل
فأقبض روحه ,, فينطلق إلى جبريل فيجده ساجدا راكعا فيقول له : ما أغفلك
عما يراد بك يا مسكين قد ماتت الخلائق كلها و قد أمرني المولى بقبض روحك !
فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام و يقول متضرعا إلى الله عز و جل : يا
الله هوّن علي سكرات الموت ( يا الله هذا ملك كريم يتضرع و يطلب من
الله بتهوين سكرات الموت و هو لم يعصي الله قط .. فما بالنا نحن البشر
و نحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلا ) .. فيضمه ضمه فيخر جبريل منها
صريعا فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت : من بقي يا ملك
الموت _ و هو أعلم _ فيقول : مولاي و سيدي بقي ميكائيل و إسرافيل و
عبدك الضعيف ملك الموت

(موت ميكائيل عليه السلام ( الملك المكلف بالماء و القطر)
فيقول الله عز و جل انطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر
ليكيله على السحاب .. فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ! ما
بقي لبني آدم رزق و لا للأنعام و لا للوحوش و لا للهوام .. قد ماتت الخلائق كلها و قد أمرني ربي بقبض
روحك .. فعند ذلك يبكي ميكائيل و يتضرع إلى الله و يسأله أن يهوّن عليه
سكرات الموت .. فيحضنه ملك الموت و يضمه ضمه يقبض روحه فيخر صريعا ميتا لا
روح فيه .. فيقول الجبار جل جلاله : من بقي _ و هو أعلم _ يا ملك
الموت ؟ .. فيقول مولاي و سيدي أنت أعلم .. بقي اسرافيل و عبدك الضعيف
ملك الموت .

(موت إسرافيل عليه السلام الملك الموكل بنفخ الصور (
فيقول الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى إسرافيل فأقبض روحه .. فينطلق
كما أمره الجبار إلى إسرافيل (و إسرافيل ملك عظيم ) .. فيقول له ما
أغفلك يا مسكين عما يراد بك ؟؟ .. قد ماتت الخلائق كلها و ما بقي أحد و
قد أمرني الله بقبض روحك .. فيقول إسرافيل : سبحان من قهر العباد
بالموت سبحان من تفرد بالبقاء .. ثم يقول مولاي هوّن علي مرارة الموت، فيضمه ملك الموت ضمه يقبض فيها روحه فيخر صريعا فلو كان أهل
السماوات و الأرض في السماوات و الأرض لماتوا كلهم من شدة وقعته .

( موت ملك الموت عليه السلام الموكل بقبض الأرواح )
فيسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول
مولاي و سيدي أنت أعلم بمن بقي .. بقي عبدك الضعيف ملك الموت .. فيقول
الجبار عز وجل : و عزتي و جلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي أنطلق بين الجنة
و النار و مت .. فينطلق بين الجنة و النار فيصيح صيحة لولا أن الله
تبارك و تعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت.
ثم يطلع الله تبارك و تعالى إلى الدنيا فيقول .. : يا دنيا أين أنهارك
أين أشجارك و أين عمارك ؟؟ .. أين الملوك و أبناء الملوك و أين
الجبابرة و أبناء الجبابرة ؟؟ أين الذين أكلوا رزقي و تقلبوا في نعمتي
و عبدوا غيري ؟؟ .. لمن الملك اليوم ؟؟
فلا يجيب أحد
فيرد الله عز و جل فيقول الملك لله الواحد القهار....................................
وفى الختام
اذكروا الله و اتعظوا و جزاكم الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم